ما هو السبب ؟
السبب في اللغة : قال في لسان العرب : السَّبَبُ كلُّ شيءٍ يُتَوَصَّلُ به إِلـى غيره ؛ والـجمعُ أَسْبابٌ؛ وكلُّ شيءٍ يُتَوصلُ به إِلـى الشيءِ فهو سَبَبٌ ، وجَعَلْتُ فُلاناً لـي سَبَباً إِلـى فُلانٍ فـي حاجتـي وَوَدَجاً أَي وُصْلَة وذَريعَة . وهذا الذي يتوصل به يكون حسياً كالحبل كما في قوله تعالى : { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء} (15) سورة الحـج أو معنوياً كالعلم فإنه سبب للخير كما في قوله تعالى : {وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} (84) سورة الكهف فقد فسره البعض بالعلم .
السبب في الاصطلاح : هو ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته.
خرج بقوله : ما يلزم من وجوده الوجود :الشرط فإنه لا يلزم من وجوده وجود ولا عدم .
خرج بقوله : ما يلزم من عدمه العدم :المانع فإنه لا يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه وجود ولا عدم .
وقوله : لذاته : راجع للطرفين أي ما يلزم من وجوده الوجود لذاته ويلزم من عدمه العدم لذاته . والمقصود به ذات السبب وليس أمراً خارجاً عنه لو اقترن السبب بمانع أو تخلف شرط أو وجد سبب آخر .
مثال توضيحي : يلزم من وجود النسب وجود الإرث لكن هذا النسب اقترن بالقتل مثلاً وهو مانع أو عدم التحقق من وفاة المورث وهو فقد شرط فلا يلزم من وجود النسب هنا وجود الإرث ليس للسبب نفسه ولكن لوجود أمر خارج عنه وهو وجود المانع أو قد الشرط .
يلزم من عدم القرابة بالنسب وهو سبب عدم الإرث ولكن لو أتى سبب آخر كالنكاح فلا يلزم هنا من عدم القرابة عدم الإرث لوجود سبب آخر وهو النكاح فلا يرث بسبب القرابة ,إنما بسبب آخر.
فعبارة لذاته أخرجت السبب المقترن بمانع أو انتفاء شرط في بداية التعريف وأخرجت السبب المقترن بسبب آخر في نهاية التعريف.